AKATSUKI BACE
هلا ومليار مرحبا بوجودك في أحلى منتدياتنا
نورت بإشراقتك الحلوة بيننا

أتمنى انك تقضي معنا أسعد وأحلى الأوقات
وانشالله تفيد وتستفيد
أرحب بــك وادعوك ان تسجل معنا في منضمة الخوف الاكاتسكي
AKATSUKI BACE
هلا ومليار مرحبا بوجودك في أحلى منتدياتنا
نورت بإشراقتك الحلوة بيننا

أتمنى انك تقضي معنا أسعد وأحلى الأوقات
وانشالله تفيد وتستفيد
أرحب بــك وادعوك ان تسجل معنا في منضمة الخوف الاكاتسكي
AKATSUKI BACE
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

AKATSUKI BACE

WE WILL BILD THE ABSOLUTE ENERJY
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حقوق الإنسان في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
باين سما
المشرف العام
المشرف العام
باين سما


الاوسمة [
ذكر
الابراج : الثور
عدد المساهمات : 279
نقاطك في الاكاتسكي : 5074
السمعه في الاكاتسكي : 0
تاريخ الميلاد : 28/04/1995
تاريخ التسجيل : 04/08/2012
العمر : 28
الموقع الموقع : البصرة
المزاج المزاج : تكلم مع اليد
تعاليق : اكون او لا اكون هذا لا يعنيك

حقوق الإنسان في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: حقوق الإنسان في الإسلام   حقوق الإنسان في الإسلام Emptyالإثنين أغسطس 13, 2012 1:00 am

السلام عليكم

الحمد لله الذي هدانا للتي هي أقوم، وفضلنا بهذا الدين على سائر الأمم، وأشهد أن لا إله إلا الله الأعز الأكرم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم. أما بعد:
فقد أجمع العلماء قاطبة على أن المقصد الكلي للشريعة الإسلامية هو تحقيق مصالح العباد في المعاش والمعاد، فما من حكم شرعه الله أمراً كان أو نهياً إلا وهو جالب لمصلحة، أو دارئ لمفسدة، أو جالب ودارئ في آن واحد. وهذه المصالح هي جماع حقوق الإنسان، التي تنحصر على اختلاف مسمياتها، وتنوع مقتضياتها في حفظ المصالح الخمس الكبرى، وهي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وحفظ ما يخدمها ويكملها من الحاجيات والتحسينيات، وهذه الضروريات الخمس وما يخدمها ويكملها هي المصالح المقصودة للشارع من تشريع الأحكام، ولا يخرج عنها أي حكم من أحكام الشريعة الإسلامية أمراً كان أو نهياً.
وإذا كان العالم المعاصر يتغنى بحقوق الإنسان وحفظ مصالحه، وقد يخيل لكثير من الناس أنه هذا من مبتدعات العصر ومحاسنه فإن الله تعالى أخبرنا بأنه إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لأجل إسعاد الإنسان وحفظ مصالحه وحماية حقوقه المشروعة، كما قال ربنا سبحانه: }لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْط{[الحديد:25]، فبين أن الغاية من إرسال الرسل وإنزال الكتب هو إقامة القسط والعدل بين الناس، والعدل هو إعطاء كل ذي حق حقه، ووضع كل شيء في موضعه، وبهذا يسعد الناس وتحفظ حقوقهم ومصالحهم، ووصف رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: }يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِم{[الأعراف:157]، فهو لا يأمر إلا بالمعروف الذي أمر الله به، وتعرفه العقول السليمة والفطر السليمة، ولا ينهى إلا عن المنكر الذي نهى الله عنه وتنكره العقول السلمية والفطر المستقيمة، ولا يحل إلا ما أحله الله من الطيبات النافعات، ولا يحرم إلا ما حرمه الله من الخبائث المضرات.
وأكد ذلك بقوله: }وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين{[الأنبياء:107] ولو كان في هذه الشريعة الغراء شيء ضد مصلحة الإنسان وحقوقه المشروعة لم تكن رحمة للعالمين، كما بين سبحانه في آيات كثيرة أن هذا الشريعة المباركة قائمة على العدل والقسط، والمصلحة والحكمة، والإحسان والرحمة، فالله تعالى من كمال رحمته بعباده وعظيم فضله عليهم لا يأمرهم إلا بالعدل والحق، والإحسان والبر، ولا ينهاهم عن الظلم والباطل، والفحشاء والمنكر، كما قال عز وجل: }إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون{[النحل:90]، وقال: }وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم{[الأنعام:115]، أي: أن كلامه سبحانه كله صدق وحق، وأحكامه كلها عدل وقسط، }وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُون{[المائدة:50].
ولهذا كان أسعد الناس، وأكثرهم أمناً، وأطيبهم حياة، وأهنئهم عيشاً، أكثرهم تمسكاً بدين الله والتزاماً بشرعه، قال الله تعالى: }مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون{[النحل:97]، فضمن لكل من آمن به وعمل صالحاً من الأفراد والمجتمعات أن يحيا حياة طيبة، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بحفظ حقوق هذا الإنسان، وحماية مصالحه، وقال تعالى: }فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون{[البقرة: 38]، وقال تعالى: }فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى{[طه: 123] وقال تعالى: }الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون{[الأنعام: 82]، فمن آمن بالله تعالى واتبع هداه، والتزم بشريعته، كان له تمام الأمن والهداية في الدنيا وفي الآخرة، وألا يضل فيهما ولا يشقى، ولا يخاف ولا يحزن، فكان الالتزام بدين الله، والأخذ به عقيدة وشريعة ومنهاج حياة هو الضمانة الحقيقية لإسعاد الإنسان، وحفظ حقوقه، وضمان أمنه واستقراره، ليس في الدنيا فحسب، بل في الدنيا والآخرة.
خصائص حقوق الإنسان في الإسلام:
تتميز حقوق الإنسان في الإسلام بخصائص ومميزات لا توجد في الاتفاقيات والصكوك الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، ومن أهم هذه الخصائص ما يأتي:
أولاً: أن الشريعة الإسلامية لم تحافظ على حقوق الإنسان فحسب، بل تجاوزتها إلى ما هو أهم وأسمى، وأعظم إكراماً للإنسان وأكثر إعزازًا له، ألا وهو تقرير كرامة الإنسان، وتفضيله على سائر الحيوان، وإسباغ النعم عليه، وتسخير ما في السموات والأرض له.
لقد قررت الشريعة مبدأ الكرامة الإنسانية، لكل الناس على اختلاف أجناسهم وأعراقهم، وألوانهم ولغاتهم، وأديانهم وبلدانهم، إننا عندما نتكلم عن تكريم الإسلام للإنسان نكون قد تجاوزنا مسألة حفظ حقوق الإنسان، وتحريم ظلمه وانتهاك حقوقه، فهذا من مسلّمات الشريعة وأبجدياتها، وهذا الحق مضمون حتى للبهائم والحيوانات، وليس أدل على ذلك من أن تدخل النار امرأة في هرة حبستها حتى ماتت، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، وفي المقابل يغفر الله لزانية ويدخلها الجنة بكلب سقته كان يلعق الثرى من العطش، فإذا كان هذا المستوى قد ضمن للحيوان، فإن ما ضمنته الشريعة الإسلامية للإنسان أشرف من هذا وأعظم، إنه مفهوم التكريم للإنسان الذي قرره ربنا في هذه الآية الجامعة المحكمة: }وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا{[الإسراء:70].
فجعل التأكيد المتمثل في استخدام لام القسم، و"قد" التي تفيد التحقيق دليلاً على أن هذا التكريم عام شامل لجميع أفراد بني آدم، وأنه تكريم استحقوه بمحض البشرية، وليس خاصاً بقوم دون آخرين، أو جنس دون غيرهم، قال الألوسي في تفسير الآية: }وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم{ أي: جعلناهم قاطبة برهم وفاجرهم ذوي كرم، أي شرف ومحاسن جمة لا يحيط بها نطاق الحصر، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: كرمهم سبحانه بالعقل، وفي رواية بتناولهم الطعام بأيديهم لا بأفواههم كسائر الحيوانات، وعن الضحاك بالنطق، وعن عطاء بتعديل القامة وامتدادها، وعن زيد بن أسلم بالمطاعم واللذات، وعن يمان بحسن الصورة، وعن ابن جرير بالتسلط على غيرهم من الخلق وتسخيره لهم، وعن محمد بن كعب بجعل محمد صلى الله عليه وسلم منهم. وقيل: بخلق الله تعالى أباهم آدم بيديه، وقيل : بتدبر المعاش والمعاد، وقيل: بالخط... وقيل وقيل، والكل في الحقيقة على سبيل التمثيل؛ ومن ادعى الحصر في واحد كابن عطية حيث قال: إنما التكريم بالعقل لا غير، فقد ادعى غلطاً، ورام شططاً، وخالف صريح العقل وصحيح النقل، ولذا استدل الإمام الشافعي بالآية على عدم نجاسة الآدمي بالموت"(1)
وقال السعدي في تفسيره: "كرم بني آدم بجميع وجوه الإكرام، فكرمهم بالعلم والعقل، وإرسال الرسل وإنزال الكتب، وجعل منهم الأولياء والأصفياء، وأنعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة"(2)
وقال ابن عاشور رحمه الله في تفسير الآية: "فأما منة التكريم فهي مزية خص بها الله بني آدم من بين سائر المخلوقات الأرضية، والتكريم: جعله كريما، أي: نفيساً غير مبذول ولا ذليل في صورته ولا في حركة مشيه، وفي بشرته، فإن جميع الحيوان لا يعرف النظافة ولا اللباس ولا ترفيه المضجع والمأكل ولا حسن كيفية تناول الطعام والشراب ولا الاستعداد لما ينفعه ودفع ما يضره، ولا شعوره بما في ذاته وعقله من المحاسن فيستزيد منها، والقبائح فيسترها ويدفعها، بله الخلو عن المعارف والصنائع وعن قبول التطور في أساليب حياته وحضارته".
ومن أهم مظاهر التكريم الإلهي للإنسان ما يأتي:
1- خلقه في أحسن تقويم:
قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَك{[الانفطار:6-8]، وقال: }وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُم{[غافر:64]،وقال: }لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيم{ [التين:4]. قال ابن عباس: (في أعدل خلق)(3)، وقال ابن كثير: "إنه تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل، منتصب القامة، سوي الأعضاء حسنها"(4)
2ـ تزويده بالعلم والعقل:
قال تعالى: }وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون{[النحل:78]، وقال تعالى: }وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُون{[المؤمنون:78]، وبهذا العقل الذي هو مناط التكليف وأساس العلم والفهم تميز الإنسان عن الحيوانات والعجماوات والجمادات، واستطاع تسخيرها لخدمته وقضاء مصالحه.
3- النفخ فيه من روحه:
قال تعالى: }ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ{[السجدة:9]، وقال تعالى: }فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُواْ لَهُ سَـٰجِدِين{[ص:72]، قال الواحدي: "وأضاف روح آدم إليه إكراماً وتشريفاً"(5)
4- أمر الملائكة بالسجود لآدم:
قال تعالى: }وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِين{ [البقرة:34]، قال ابن كثير: "وهذه كرامة عظيمة من الله تعالى لآدم، امتن بها على ذريته، حيث أخبر أنه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم"(6).
5- تعليم آدم الأسماء كلها:
قال تعالى: }وَعَلَّمَ آدَمَ ٱلأسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَـٰئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِى بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ، قَالُواْ سُبْحَـٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيم{[البقرة:31، 32]. قال ابن كثير: "هذا مقامٌ ذكر الله تعالى فيه شرف آدم على الملائكة بما اختصه من علم أسماء كل شيء دونهم"(7).
6- جعل الإنسان خليفة في الأرض:
قال تعالى: }وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ في ٱلأرْضِ خَلِيفَة{[البقرة:30]. قال البغوي: "والصحيح أنه خليفة الله في أرضه، لإقامة أحكامه وتنفيذ وصاياه"(Cool، وقال ابن عاشور: "وقول الله هذا موجه إلى الملائكة على وجه الإخبار؛ ليسوقهم إلى معرفة فضل الجنس الإنساني على وجه يزيل ما علم الله أنه في نفوسهم من سوء الظن بهذا الجنس"(9).
7- رزقه من أنواع الطيبات وإباحتها له:
قال تعالى: }وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَات{[الإسراء:70], وقال سبحانه: }يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين{[البقرة:168]
8ـ تفضيل الإنسان على كثير من المخلوقات:
قال الله تعالى: }وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا{[الإسراء:70]
قال الشوكاني: "أجمل سبحانه هذا الكثير ولم يبين أنواعه، فأفاد ذلك أن بني آدم فضلهم سبحانه على كثير من مخلوقاته... والتأكيد بقوله {تَفْضِيلاً} يدل على عظم هذا التفضيل وأنه بمكان مكين، فعلى بني آدم أن يتلقوه بالشكر ويحذروا من كفرانه"(10)
9- تسخير المخلوقات للإنسان:
قال الله تعالى: }أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَة{[لقمان:20]، وقال: }اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون{ [الجاثية:12، 13]، قال ابن سعدي: "وهذا شامل لأجرام السماوات والأرض، ولما أودع الله فيهما من الشمس والقمر والكواكب، والثوابت والسيارات، وأنواع الحيوانات، وأصناف الأشجار والثمرات، وأجناس المعادن، وغير ذلك مما هو معد لمصالح بني آدم ومصالح ما هو من ضروراته"(11).
10ـ إكرامهم بإرسال الرسل إليهم، وإنزال الكتب السماوية عليهم، لتهديهم للتي هي أقوم:
قال الله تعالى: }رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل{[النساء:165]، وقال: }لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْط{[الحديد:25].
إن مسألة التكريم هي المحور التي دارت عليه الشريعة الإسلامية في جميع أحكامها وتشريعاتها، والأساس التي بنيت عليه أصولها وفروعها، ومن تأمل في أوامرها ونواهيها وجد أنها إنما جاءت لتحصيل المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها، وأدرك أن الله تعالى من كمال لطفه بعباده، وعظيم فضله عليهم جعل أنفع الأعمال لعباده وأكثرها مصلحة لهم هي أعظم الطاعات له، وأزكاها عنده، وأحظاها لديه، ولا أدل على ذلك من كثرة ما جاء من النصوص والأحكام الشرعية في فضل حسن الخلق والإحسان إلى الخلق، وفضل بر الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى الأصحاب والجيران، وفضل العدل والإنصاف، والعفو والإحسان، وأن ذلك كله من أفضل الأعمال وأثقلها في الميزان، وكذلك ما ورد في فضل الذكر والدعاء وقراءة القرآن لما لها من أثر عظيم في تقوية الإيمان وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وحفظ الإنسان. وهذا أمر يطول شرحه، وأدلته وأحكامه أكثر من أن تحصر.
ثانياً: من كمال لطف الله تعالى بعباده وعظيم فضله عليهم: أنه جعل الحقوق الإنسانية ضرورات بشرية، وواجبات شرعية لا يسع مسلماً تركها أو التنازل عنها، أو نسخها وتبديلها، أو إلغاؤها وتعطيلها، سواء كانت تتعلق بنفسه أو بغيره.
فهي ليست مجرد حقوق يؤديها الإنسان إن شاء، ويتقاعس عنها إن أراد، أو يؤديها لمن يطالب بها من أصحابها، ويماطل بها من لا يخافه من أهلها، أو يؤديها متكرهاً متبرماً ما دام يخشى من سلطة القانون، فإذا غاب عن أعين الرقباء من البشر وأمكنه التنصل من طائلة القانون رماها وراء ظهره، ونكص عن أدائها، بل هي واجبات شرعية فرضها الله على عباده، وأوجب بذلها لأصحابها من القريبين والبعيدين، والمسلمين وغير المسلمين، وإن عجزوا عن المطالبة بها، أو جهلوا استحقاقهم لها، فهي ليست حقوقاً فقط، بل واجبات دينية يتقرب بها المسلم إلى الله ويرجو ثوابها، ويخشى من عقوبة الله إن قصر في القيام بها، فهو يراقب الله تعالى في أدائها على الوجه الذي أمره بها، في خلوته وجلوته، وسره وعلانيته، حتى وإن غاب عن أعين الناس، وأمن من الوقوع تحت طائلة القانون.
ولو أخذنا "الحق في التعليم" على سبيل المثال لوجدنا أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينص في مادته السادسة والعشرين على الآتي: "لكل شخص الحق في التعليم، ويجب أن يكون التعليم في مراحله الأولى والأساسية على الأقل مجاناً، وأن يكون التعليم الأولي إلزامياً"، وأما الإعلان الإسلامي لحقوق الإنسان، المستمد من الشريعة الإسلامية، والصادر عن الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي فإنه ينص في مادته التاسعة على الآتي: "طلب العلم فريضة، والتعليم واجب على المجتمع، والدولة عليها تأمين سبله ووسائله، وضمان تنوعه بما يحقق مصلحة المجتمع، ويتيح للإنسان معرفة دين الإسلام وحقائق الكون وتسخيرها لخير البشرية".
وبإمعان النظر بين الإعلانين الإسلامي والعالمي يتبين أن الإعلان الإسلامي يتميز بالآتي:
1ـ أنه أكد على أن طلب العلم النافع وتعليمه عبادة جليلة يحبها الله ويعظم أجر صاحبها ويرفع قدره في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: }يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات{[المجادلة:11]، بل إن الله تعالى أمر بالتعلم والتعليم في أول آيات نزلت في القرآن الكريم، وهي قوله تعالى: }إقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلم{[العلق:1-5]، فأمر بالقراءة والكتابة الذين هما أساس التعلم والتعليم، وامتن على عباده بأن علمهم ما لم يكونوا يعلمون! وأمثال هذا كثير جداً في الكتاب والسنة.
2ـ أنه أكد على أن طلب العلم وتعليمه فريضة دينية وواجب شرعي، وليس مجرد حق يجب أن يبذل لصاحبه، وله أن يفعله أو يتركه، أو يطالب به أو يتنازل عنه، بل هو واجب على جميع المكلفين من الرجال والنساء، وليس واجباً دنيوياً نظامياً فقط يحاسب الأفراد والسلطات على تركه أو التقصير فيه، بل هو واجب شرعي يستحق تاركه العقوبة في الدنيا والآخرة، حتى قال نبينا صلى الله عليه وسلم"طلب العلم فريضة على كل مسلم"(12) فجعل طلب العلم الذي يتوقف عليه أداء الواجبات وترك المحرمات فريضة شرعية على كل المكلفين من الرجال والنساء. وهذا يقتضي وجوب تعليمهم وتأهيلهم منذ نعومه أظفارهم للقيام بما أوجبه الله عليهم من مصالح دينهم ودنياهم، ولهذا قال ربنا سبحانه مبيناً أهمية التعلم والتعليم، ووجوب التفقه في الدين وتبصير الناس به: }وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون{[التوبة:122]، فبين أنه ليس للمؤمنين أن ينفروا كلهم للجهاد في الثغور ويتركوا التعلم والتعليم، بل يجب أن ينفر جماعة منهم ليتعلموا ويعلموا، ويتفقهوا ويفقهوا قومهم، وبين أن اشتغالهم بذلك نوع من الجهاد في سبيل الله، وأن واجب التعلم والتعليم لا يقل أهمية ووجوباً عن الجهاد في سبيل الله. والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة مشهورة.
وإذا كان هذا هو بعض ما ورد في حق تعلم العلم وتعليمه، فإن ما ورد في وجوب حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال وتحقيق العدل والحرية وتحريم الظلم والعدوان أقوى وأظهر، والنصوص فيها أكثر من أن تحصر.

مع السلامه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هوشيجاكي كيسامي
مشرف قسم برشلونه
مشرف قسم برشلونه
هوشيجاكي كيسامي


ذكر
الابراج : السرطان
عدد المساهمات : 165
نقاطك في الاكاتسكي : 4568
السمعه في الاكاتسكي : 0
تاريخ الميلاد : 10/07/1996
تاريخ التسجيل : 22/08/2012
العمر : 27
الموقع الموقع : متشرد من قرية الصخور
المزاج المزاج : مبتسم ولكن الابتسامه ربما تكون مميتة

حقوق الإنسان في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقوق الإنسان في الإسلام   حقوق الإنسان في الإسلام Emptyالإثنين سبتمبر 03, 2012 3:17 am

حقوق الإنسان في الإسلام 9k=
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
"اوتشيها مادارا"
مؤسس المنضمة
مؤسس المنضمة
حقوق الإنسان في الإسلام 1-99


ذكر
عدد المساهمات : 138
نقاطك في الاكاتسكي : 9523
السمعه في الاكاتسكي : 15
تاريخ التسجيل : 04/08/2012
الموقع الموقع : العراق
المزاج المزاج : لا اثق باحد
تعاليق : نرجو التمسك بكل ماهو سمي بالاخلاق و الاحسان بما انت صانع لنفسك

حقوق الإنسان في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقوق الإنسان في الإسلام   حقوق الإنسان في الإسلام Emptyالإثنين سبتمبر 03, 2012 3:35 am

تو شكرا جزيلا الموضوع جيد تو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://danterios.forumarabia.com
 
حقوق الإنسان في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقوق الإنسان في الإسلام 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
AKATSUKI BACE :: القسم العام :: المنتدى العام-
انتقل الى: